نجاح مؤلفة سلسلة هاري بوتر
كانت امرأة عاطلة عن العمل، لم يكن لديها المال الكافي لتعيش حياة كريمة، ثم فجأة تحولت حياتها، من البؤس إلى الثراء لتصبح من أغنى أغنياء بريطانيا.
هذا اختصار حياة الكاتبة رولينج مؤلفة سلسلة هاري بوتر التي تحولت من النقيض إلى النقيض لكن هل كان هذا بفعل الصدفة أو الحظ؟؟
عرضت رولينج كتابها على اثني عشر ناشرًا رفضوها جميعا، لكن الناشر الثالث عشر باري كننجهام الذي كان للتو أنشأ قسما خاصا بالكتب الخاصة بالشباب وافق على نشر مغامرات هاري بوتر.
إحدى المدرسات صنفت رولينج مع التلاميذ المقصرين نظرا لتدني علاماتها! وكانت جوان آنذاك في التاسعة من عمرها، فقررت أن تكون من أفضل التلاميذ، ولم يمض فصل دراسي واحد حتى غدت من الأوائل، وبعد سنوات التحقت جوان بمعهد لتعليم اللغات في (ايكزيتر) ثم توجهت إلى (البرتغال) لتدرس اللغة الإنجليزية هناك، لكن ما لبثت أن ملت فذهبت إلى (اسكتلنده) وقد كان الانتقال من بلد إلى آخر بمثابة انعكاس للحالة النفسية التي كانت تمر بها، فلطالما عانت الكاتبة من مراحل اكتئاب بدأت بإصابة والدتها بالمرض الذي كان يهدر حياتها إلى حين رحيلها عام 1990 مخلفة جرحا عميقا في صدر جوان، في عام 1991 عادت جوان إلى البرتغال لتدرس اللغة الإنجليزية في أحد المعاهد الخاصة متخيلة أنها تركت وراءها الكثير من الأحزان، استعادت جوان في البرتغال بعض الأمل فقد كانت تدرس في الفترة الصباحية، وفي المساء تعيش حياتها بمرارتها وفقرها المدقع وتعكف على كتابة روايتها، ومرت الأيام وتوطدت علاقة جوان بزملائها من المدرسين والمدرسات وكان بينهم طالب في الإعلام تزوجته في منزل والديه، وكان زوجها غيورا جدا فتحولت علاقتهما إلى خلافات مستمرة فيها الكثير من العنف وعندما علمت جوان أنها حامل، اختلط الأمل باليأس والفرح بالحزن لأنها كانت تعلم كيف كانت حياتها مضطربة مع هذا الزوج وولدت جيسكا ابنتها الأولى في السابع
والعشرين من يوليو (تموز) 1993، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه، انتابت زوجها نوبة من الجنون فطردها من المنزل في الخامسة صباحا. فغادرت جوان البرتغال إلى أدنبره مع طفلتها واستقبلتها شقيقتها لكن جوان لم تستطع تجاوز الأزمة، فأصيبت بالاكتئاب وتوجهت إلى أحد مكاتب الخدمات الاجتماعية للحصول على مساعدة مادية تمكنها من استئجار منزل وتربية طفلتها، وانتظرت جوان طويلا وقد حظر المكتب على جوان العمل في أي مكان وإلا حرمها من المساعدة.
وراحت تتابع كتابة روايتها هاري بوتر بتشجيع من شقيقتها وكانت تستوحي الأفكار من الأساطير التي سمعتها في طفولتها ومن القصص التي قرأتها، وغالبا ما كانت تجلس في أحد المقاهي كي تتمكن من الكتابة بعيدًا عن صخب ابنتها، وحتى ذلك الوقت لم تتمكن جوان من أن تتخيل أن نشاطها الأدبي سوف يحل مشاكلها المادية وخصوصا أن باري كننجهام أكد لها مرارا أنها لن تجني المال من كتابة قصص الأطفال، لكن همتها لم تتراجع وظلت تواصل الكتابة، فقد كان التعبير على الورق هو الوسيلة الوحيدة لتجاوز أزمات حياتها، لقد كانت تكتب برغبة ومتعة لكنها كذلك لم تتخل عن ذلك الأمل بنشر كتابها في يوم من الأيام، عرف الناس هاري بوتر للمرة الأولى في السادس والعشرين من يونيو (حزيران) عام 1997م.
وكانت خطوة جوان الأولى نحو الشهرة وكان كل جزء من روايتها يصدر في حجم أكبر من سابقه، وقد اتجهت الأنظار بدهشة إلى جوان عندما صنفت مجلة نيويورك تايمز القصص الثلاث الأولى في قمة سلسلة روائع القصص، وسال الحبر ومعه المال،،، وأصبحت جوان أغنى امرأة في بريطانيا في أقل من عشر سنوات، وتجاوزت ثروتها في عام 1999 ثروة الملكة.. ومع ذلك لم تندفع للظهور، بل رضيت ببعض اللقاءات الصحافية ورفضت الأضواء.
*فقر مدقع واكتئاب وطلاق ورفض أعمالها الأدبية من قبل الناشرين وسخرية من معلمتها لم تثن هذه العقبات مجتمعة تلك المرأة ولم تلن من إصرارها فأصبحت أغنى من ملكة بريطانيا بعد أن كانت تتوسل المساعدة من مكاتب الخدمة الاجتماعية!!
المصدر : كتاب هكذا هزموا اليأس
إرسال تعليق