نجاح.. رغم الشيخوخة
ولد كطفل عادي، ولم يكن هناك ما يوحي بأنه سيكون شيئًا مهمًا في يوم من الأيام..
ترك المدرسة قبل الإعدادية, وكان يجلس بالساعات دون عمل شيء يذكر، فإذا سألوه ماذا تفعل أجاب: (أفكر فقط) وبعد طول تفكير قرر أن يبيع شراب الليمون في كشك صغير, وعندما أصبح معه مائة دولار افتتح مع اثنين من أصدقائه محلاً لبيع الأدوات الاستهلاكية إلا أن المشروع فشل.
ثم عمل في بيع حبوب القمح من منزل لآخر... ثم شارك في الصليب الأحمر كسائق لسيارة إسعاف، وبعد الحرب أصبح عاطلاً, وفشلت كل المحاولات ليعود إلى الدراسة، ووجد عملا في (إذاعة شيكاغو) لكنه تركه بعد عام ونصف، وعمل في العقارات، ويقول عن نفسه في تلك الفترة: لم يكن لدي ما أملكه لإعالة زوجتي وابنتي، لقد تحطمت نفسيًا. لكن هل أقعده يأسه عن العمل, وأصبح عالة على أسرته, لا بل ظل يبحث ويعمل ويفكر ويحاول أن يطور من وضعه رغم الصعوبات المادية المحيطة به.
ففي عمر الخامسة والثلاثين شاهد اختراعًا جديدًا عبارة عن (آلة خلاط) تخلط خمسة أنواع من العصير.
فاستقال من عمله بعد سبعة عشر عامًا قضاها في بيع الأكواب والصحون..
وأقنع (مخترع الخلاط) بأن يتولى مهمة توزيع الاختراع في أرجاء الولايات المتحدة.
ولمدة عشرين عامًا ظل يجوب أرجاء البلاد لبيع هذا الاختراع دون كلل أو ملل, وذات يوم وحين كان عمره اثنين وخمسين عاما توقف عند مطعم صغير يستعمل نفس الخلاط الذي يقوم ببيعه. وهنا كان نقطة التحول في حياته فقد كان يملك المطعم حينها أخوين يبيعان فيه (البطاطس والهامبورجر) ولفت انتباهه الإقبال الشديد على هذا المحل الصغير، فظل يفكر فيه طوال الليل، وفي اليوم التالي صارح
الأخوين برغبته في مشاركتهما، واقترح أن يتم افتتاح سلسلة مطاعم من نفس النوع في جميع الولايات.. لكن الأخوين لم يتحمسا لهذه المغامرة، وبعد مداولات وافقا على توقيع عقد يخوله افتتاح المطاعم التي يريدها في أي مكان على أن تحمل الاسم والديكور نفسه، والخدمة مقابل نصف في المائة من الدخل الإجمالي... وبعد سبع سنوات اشترى هذا البائع المتجول ما يملكه الأخوان, ودفع كل ما يملك ثمنًا لهذه الصفقة.
وظهر (ماكدونالد) للعالم يحمل اسم صاحبيه الأصليين، لا من قام بنشره ووطد دعائمه كمطعم للوجبات السريعة.
رحل صاحب هذه السلسلة الشهيرة (راي كرول) عام 1984 عن عمر يناهز (الثانية والثمانين).
مخلفًا ثروة طائلة وكلمات رائعة تقول: (لقد ساعدتني الأيام التي قضيتها في الانتقال من عمل إلى عمل، صحيح أني نجحت متأخرًا، ولكن هذا لا يعني أنني نجحت مصادفة).
فقد اشتغل بائعًا في كشك متواضع, ثم بائعًا متجولاً بين منزل وآخر يبيع القمح وعمل سائق إسعاف, وغاسلاً للصحون والأطباق, ثم موظفًا بسيطًا في إذاعة, ثم بائعًا في العقارات, وأخيرًا بائعًا متجولاً بين الولايات يبيع خلاطًا كهربائيًا بمردود مادي بسيط, ولكن مع إرادة فولاذية لا تعرف اليأس.
وحين أصبح في الثانية والخمسين بدأ قصة نجاحه الباهرة, فهل ندب حظه حينها أنه وصل متأخرًا.. لا بل شمر بعزم عن ساعد المثابرة لمدة سبع سنوات وحين أصبح في التاسعة والخمسين من عمره كان قد أصبح مالكًا لسلسلة مطاعم ماكدونالد.
*هكذا تولد قصص الناجحين دائما.. عزيمة .. إصرار.. تحدٍ .. ونفس قوية لا تعرف اليأس!
المصدر : كتاب هكذا هزموا اليأس
إرسال تعليق