من قاطع طريق... إلى عالم فاضل!
كان عاصيًا فتاب الله عليه ، وجعله من عباده المؤمنين ، تحول من قاطع طريق يروع الآمنين إلى عابد زاهد، وكان سبب توبته؛ أنه كان يتسلق جدران أحد المنازل بالليل؛ فسمع صوتًا يتلو قوله تعالى: }أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ{ [الحديد:16]فلما سمعها قال: بلى يا رب، قد آن.
فرجع فمر على أرض خربة، فوجد بها قومًا، فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: ننتظر حتى نصبح، فإن الفضيل يقطع علينا الطريق، قال (أي: الفضيل): ففكرت وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي وقوم من المسلمين ها هنا يخافونني! وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع (أي أن الله قدر لي أن آتي إلى هذا المكان لأتوب وأرجع إليه) اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام.., لقد جعل مظاهر توبته مجاورته لبيت الله حيث الرحمة والبركة، يدعو الله ويستغفره، ويندم على ما فرط في حقه.
وانتقل إلى مكة وأقام بها حتى توفي.
حج هارون الرشيد ذات مرة؛ فسأل أحد أصحابه أن يدله على رجل يسأله, فدله على الفضيل، فذهبا إليه، فقابلهما الفضيل وقال للرشيد: إن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا أناسًا من الصالحين فقال لهم: إني قد ابتليت بهذا البلاء (يقصد الخلافة).
فأشيروا عليَّ.. فعد عمر الخلافة بلاء، وعددتها أنت وأصحابك نعمة.
فبكى الرشيد، فقال له صاحب الرشيد: ارفق بأمير المؤمنين.
فقال الفضيل: تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا؟
(يقصد أن عدم نصحه كقتله) فقال له الرشيد: زدني يرحمك الله..
فأخذ يعظه وينصحه، ثم قال له: يا حسن الوجه أنت الذي يسألك الله عن هذا الخلق يوم القيامة، فإن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار فافعل، وإياك أن تصبح وتمسي وفي قلبك غش لأحد من رعيتك، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم– قال: «ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة».
فبكى هارون وقال له: أعليك دين أقضيه عنك؟
قال: نعم، دين لربي لم يحاسبني عليه، والويل لي إن ناقشني، والويل لي إن لم ألهم حجتي.
قال: إنما أعني من دين العباد.
قال: إن ربي لم يأمرني بهذا، أمرني أن أصدق وعده وأطيع أمره، فقال الرشيد: هذه ألف دينار خذها فأنفقها على عيالك وتقو بها على عبادة ربك.
فقال الفضيل: سبحان الله، أنا أدلك على طريق النجاة وأنت تكافئني بمثل هذا، سلمك الله ووفقك، ثم صمت فلم يكلمنا، فخرج الرشيد وصاحبه، وكان الفضيل شديد التواضع، يشعر دائمًا بأنه مقصر في حق الله، رغم كثرة صلاته وعبادته.
ما أروع الأمل حين يغشى النفس فيخرجها من ظلام المعصية إلى نور الطاعة!
*فانظر يا من أسرفت على نفسك بالمعاصي إلى قصة هذا العالم الجليل, كيف تذوق حلاوة الطاعة فانصرف عن الدنيا وزخرفها الزائل إلى عالم النور الإلهي الذي يطهر الروح من ذنوبها وأدرانها!
المصدر : كتاب هكذا هزموا اليأس
1 التعليقات:
1xbet korean, legalbet.co.kr - Legalbet
Reply1xbet, legalbet.co.kr is an 1xbet online betting platform 제왕카지노 located in the capital city 카지노 of Seoul, South Korea.
إرسال تعليق