إمبراطور العود السعودي
في عالم العطور الشرقية وبالأخص ما يطلق عليه البعض البخور أو (العود) برز اسم الشيخ – عبد العزيز الجاسر، كأحد رواد هذه التجارة التي تلقى إقبالاً كبيرا من قبل الأفراد في دول مجلس التعاون الخليجي بالذات، فلا يكاد يوجد منزل إلا ويوجد البخور أو العود فيه.
الشيخ عبد العزيز الجاسر رجل عرف بتجارة العود إذ بدأها من حيث انتهى الآخرون فأوصلها لشعوب العالم.... فبعد أن افتتح الفرع رقم (300) من سلسلة فروعة المنتشرة في أكثر من خمس وعشرين دولة، يستعد الآن لافتتاح فرع جديد يتوسط جادة الشانزليزيه في باريس بعد أن دشن فرع لندن في شارع أكسفورد الشهير.
وتطمح الشركة خلال الخمس السنوات القادمة للوصول إلى الألف فرع في مختلف دول العالم، فخططها الآن تحمل اسم (خطة الألف فرع).
من هو عبد العزيز الجاسر..؟
لم يتبادر لذهن (إمبراطور العود) في المنطقة العربية، كما يحلو للبعض أن يطلق عليه، أن هوايته المفضلة التي أحبها وعشقها في زمن الصبا ستقوده ليصبح واحدا من أشهر تجار هذا النشاط على مستوى المنطقة فبداية اهتمامه بتجارة العود
كانت أثناء دراسته بالصف الثاني الثانوي، فقد كان الأقرباء والأصدقاء يكلفونه بشراء العود للمناسبات، وبعد ذلك استمع لنصيحة أحد الأصدقاء وافتتح أول محل للعود في حي الملز وكان ذلك في أول سنة له في المرحلة الجامعية، أي في حدود عام 1400هـ وكانت مساحته لا تتجاوز العشرين متر مربع آنذاك.
ولد عبد العزيز الجاسر في الرياض عام 1960م وتعلم في مدارسها من المرحلة الإبتدائية وحتى المرحلة الجامعية ومن ثم أكمل دراساته العليا في علم الإقتصاد، ولم يكن لديه اهتمام تجاري منذ نشأته وحتى عندما كان طالبا في مراحل التعليم العام، حيث كان قارئا نهما مهتما بجانب التحصيل العلمي، إلا أن اشتداد ولعه باقتناء العود جعله يتردد كثيرا على المحلات المتخصصة في بيعه، وفي هذه الأثناء، أي في المرحلة الثانية، بدأ الجاسر يمارس تجارة العود بشكل محدود في دائرة الأصدقاء والمعارف حيث أكسبته هذه التجربة الصغيرة خبرة في التعامل مع العود بأنواعه بعد أن لمس بنفسه أن هذا المنتج الثمين فيه ما فيه من غش وأن تجارته تحتاج إلى كثير من الخبرة والمعرفة بأنواعه وكيفية الحصول عليه.
فقرر أن يدخل إلى هذا العالم من خلال محل صغير بالرياض لم تتعد كلفته 5 آلاف ريال وانطلق الجاسر في هذه التجارة في نفس الوقت الذي كان يعمل فيه مدرسا بإحدى المدارس الثانوية بالرياض، ولكن توسع وتطور نشاطه التجاري بسرعة متناهية حال دون استمراره في مهنة التدريس التي أحبها فاضطر مكرها أن يقدم استقالته رغم معارضة أهله وأصدقائه الذين كانوا يرون أن استقالته من عمل حكومي فيه نوع من المخاطرة، وخلال فترة وجيزة حقق الجاسر نجاحات كبيرة في مجال تجارة العود، حيث أصبح المحل اثنين فثلاثة إلى أن بلغ عدد فروعه الآن (بعد 25 عاما من التأسيس) 365 فرعا منتشرة في مختلف مناطق البلاد إضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي وبريطانيا وباريس ثم واشنطن في المرحلة المقبلة، وذلك ضمن خطة خمسية تهدف لافتتاح ألف فرع للشركة على مستوى العالم، على أن يكون للشركة فرع في كل عاصمة في بلدان العالم المختلفة.
بدأ هذا الرجل نشاطه بمحل لا تتجاوز مساحته (20) متر مربع ولأنه كان مؤمنا بقدراته بإذن الله فقد استقال من عمله ليحقق طموحه الذي سعى وراءه وها هو اليوم وخلال ربع قرن فقط يقود أكبر شركة عطور في الشرق الأوسط.
*فهل تبدأ أنت الآن في تحقيق حلمك رغم المجازفات!
المصدر : كتاب هكذا هزموا اليأس
إرسال تعليق